الدعوة إلى التبرج والسفور

     والتبرج أن تُظهر المرأة زينتها لمن لا يحل لها أن تظهرها له، والسفور: أن تكشف عن أجزاء من جسمها مما يحرم عليه كشفه لغر محارمها ، كأن تكشف وجهها وساقيها وعضديها.
وهذه الدعوة إلى خلع الحجاب والتبرج السفور أول ما يدعوا إليه أعداء الإسلام ويحرصون عليه لأنه الخطوة الصعبة أمامهم فلقد كانت المرأة المسلمة إلى الأمس القريب في جميع بلدان الإسلام محتشمات متحجبات عفيفات طاهرات ولم يكن هذا الحجاب إلا التزاماً لأمر الله
ومن الأمور التي يدخلون بها على خلع الحجاب والسفور ، الآتي :-
1- أن الحجاب تقليد وليس أمراً شرعياً ، فهذا أبو قيبة يقول : (الحجاب تقليد من التقاليد البالية العتيقة) وقالوا : ( إن الحجاب لا يصلح إلا في مجتمع قبلي جاهلي ) وكانوا يتهجمون على الحجاب ، وهذا عفيف فراج يقول : ( الحجاب رمز مذلة المرأة ، ومصادرة لما وهبتها إياه الطبيعة ، وصورة انقطاعها القسري عن الحياة الحقيقة الوسيعة والخصيبة ) ، ويقول قاسم أمين : ( إن الشريعة ليس فيها نص يوجب الحجاب على الطريقة المعهودة وإنما هي عادة لمرض مع مخالطة بعض الأمم فاستحسنوها ) .
ويقول عبدالله أبو السمح : ( علينا تحرير المرأة من كثير من قيود العادات والتقاليد ، وكثير منها لا أصل شرعي لها ، بل جاءتنا من عهود السلاجقة والعثمانيين ) . ( عكاظ 11921 في 1/1/1420هـ ) .
2- أنه لا علاقة للحجاب والسفور بالعفة .
يقول رفاعة الطهطاوي : ( إن نوع اللخبطة بالنسبة لعفة النساء لا يأتي من كشفهن أو سترهن بل منشأ ذلك التربية الجيدة والخسيسة ) .
وفي سؤال وجه إلى مجموعة من أدباء ورواد المملكة يقول : ما قولك في المرأة السافرة وأيهما أكثر تعرضاً للشبهات والأقاويل في نظرك ومن تفضل ؟
أجاب حمد الجاسر : ( الشبهات والأقاويل ليس لها صلة بالسفور والحجاب وإنما هي ناشئة عن أخلاق المجتمع قبل كل شيء والمسؤول الرجل أولاً ، وكم من امرأة متحجبة لم يحل الحجاب بينها وبين الأمور المحذورة ، وأخرى سافرة لم يؤثر السفور في كرامتها وعفتها ) .
ويقول عبدالله بن خميس : ( الشبهات والأقاويل لا تختص بالحجاب أو عدمه إنا ترجع إلى شخصية المرأة وما ركب فيها من خلق وما انطبع فيها من تربية ) .
وأجاب عبدالله جفري : ( إنما جاء في السؤال هو شيء نسبي وهناك شيء آخر إذا أخفينا شيئاً أثرنا فضول الناس من حوله، وإذا عريناه وهتكنا مميزاته جعلناه شيئاً ذليلاً ومهاناً ولا جديد فيه ولا مطمع).
ربط مسألة الحجاب بالفقر :
في أثناء إجابة الأميرة عائشة بنت الملك محمد الخامس عن مسألة الحجاب وعن سبب لبسه من بعض المغربيات ، قالت : ( إن الحجاب لا يلبسه إلا الأمهات والجدات ، وفي نظري أن الفقر يلعب دوره ، فإن المغربية التي تنتمي إلى الطبقات المتواضعة ترتدي الحجاب لأنه يستر ما تحته من ثياب داخلية وقد يستر ما وراءه وأسباب التجمل غالية الثمن ) .
مراحل السفور :
في مصر : ( خلعت المرأة النقاب ، ثم استبدلت المعطف الأسود بالحبرة ، ثم لم تلبث أن نبذت المعطف وخرجت بالثياب الملونة ، ثم أخذ المقص يخيف هذه الثياب في الذيول وفي الأكمام وفي الجيوب ، ولم يزل يجور عليها حتى يضيقها على صاحبتها حتى أصبحت كبعض جلدها ، ثم تجاوزت ذلك كله إلى الظهور على شواطئ البحر في المصايف بما لا يكاد يستر شيئاً ، ولم تعد عصمة النساء في أيدي أزواجهن ، ولكنها أصبحت في أيدي صانعي الأزياء في باريس من اليهود ومشيعي الفجور .. )


محاربة العودة إلى الحجاب :
أغاظ أدعياء التحرر عودة النساء إلى الحجاب والعفاف والطهر ، فبدءوا يتهجمون على العائدات إلى الله وعلى طالبات الجامعات اللاتي آثرن الطهر على الفساد . فهذه ..
- ( جريدة الأهرام – 29/4/77م ) يقول الصحفي : ( أمس مر 71 عاماً على وفاة قاسم أمين – محرر  المرأة – الذي دعا إلى تحرير المرأة ورفع الحجاب ) ثم يقول الكاتب متحسراً متأسفاً : ( الغريب أنه بعد مرور 71 عاماً على وفاته وفي نفس الوقت الذي نحتفل فيه بذكراه تقوم الدعوة إلى رجوع المرأة إلى البيت وحجبها عن المشاركة في الحياة العامة ) .
- ويقول ( مصطفى أمين ) في أخبار اليوم – 5 نوفمبر 1977م – ( حارب الأحرار في هذا البلد سنوات طويلة لتحصل المرأة على بعض حقها ، ويظهر أن بعض الناس يريدون العودة بنا إلى الوراء ، وقد يحدث هذا في أي مكان ولكن لا نفهم أن يحدث في الجامعة مهد التقدم والفكر الحر ) .
- هاجمت عضوه البرلمان التركي الزي الإسلامي ، حيث ادعت أن الزي الإسلامي يعيقها عن العمل ويُعطل حركتها في الشارع ، وأن انتشار الزي الإسلامي في الشارع التركي ما هو إلا مظهر من مظاهر التخلف ودعوة صريحة للتطرف وعودة إلى عصر الحريم ( أخبار العالم الإسلامي – 14/3/1407هـ ) .
- قام عدد من الأطباء في مصر وانبروا ليعلنوا أن تخصيص قسم خاص للمحجبات في إحدى المستشفيات إنما هو تطرف واتجار بالدين ، يجب أن يُحارب ويُقاوم ، وتعدت طبيبة هذه الحدود إلى الحديث عن الحجاب وقالت : في رأيي أن الحجاب يُضعف أخلاق المرأة ، وهو إهانة ونوع من الخوف ، فالمرأة المحجبة تخاف مخالطة الرجال والنظر إليهم لأنه لا يشغلها إلا الجنس بنوعه غير الراقي ( الوفد – 18/6/1407هـ ) .
- يقول رئيس تحرير صحيفة مصرية : ( إن المحجبات أو اللواتي تُبْنَ من الممثلات وتمسكن بالحجاب يُعْطَينَ أموال من دول أجنبية ) .
- وتقول ( لولوه القطامي ) الأمينة العامة للجنة تنسيق العمل النسائي في الخليج والجزيرة العربية عن وجهة نظرها في النساء المحجبات ( الحجاب كله نفاق ورياء ، والعودة إلى الحجاب عودة فاشلة للتستر أكثر منها للتدين . أنا أنظر للمرأة المتحجبة على أساس أن العباءة مادة لاختفاء الأعمال غير الشريفة للأسف .. بعد هذه المدة الطويلة من الكفاح من أجل نسف هذا التقليد الاجتماعي البالي ، أفاجأ بأن العباءة تعود من جديد ، خاصة وأن فتيات الجامعة بدأن يلبسنها .. يا للأسف .. إنها ظاهرة خطيرة لا تهدف إلى التدين بل إلى التستر على الأعمال غير المشروعة .. ) المجتمع 13/3/79م .


يتبع..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بك أخي القارئ...
يسعدنا رأيك ومشاركتك في نقد مواضيعنا في كل حين..