حركات تحرر المرأة في الكويت


أولاً / التعليم في الكويت:
1- أول مدرسة فُتحت عن طريق الإرسالية الأمريكية للتبشير سنة 1917م، وقد تولت التدريس فيها مزميلرا ولكن قُوبلت بمعارضة شديدة من قبل الكويتيين مما أضطر إلى إغلاقها.
2- فُتحت أول مدرسة للبنات سنة 1937م.
3- أول بعثة للطالبات الجامعيات للالتحاق بكليات جامعة القاهرة عام 1956م.
ثانياً / خلع الحجاب:
كان أهالي الكويت من أشد الناس محافظة على الحجاب حتى أن بيوتهم ليس لها نوافذ على الطرقات وكانوا منقسمين في موضوع الحجاب إلى قسمين:

1- القسم المحافظ على دينه وعرضه والذي يرفض نزع الحجاب .
2- القسم المتحرر الذي يُحارب الحجاب ويدعو إلى السفور ، وكانوا منقسمين إلى قسمين :-
أ) قسم يرى سرعة نزع الحجاب .
ب) قسم يرى التريث وأخذ سياسة صعود السلم درجة درجة .
وقد استحوذ موضوع الحجاب على صحف ومجلات الكويت في الخمسينات ومن المقالات الداعية إلى السفور ما كتبه فاضل خلف في مجلة الشعب ( 8يناير 1959م ) والذي يقول فيه : ( إن المرأة الكويتية يجب أن تُزود بالعلم ونريد للفتاة الكويتية أن تثور ضد التقاليد وفي مقدمتها العباءة السوداء .. نريد للفتاة الكويتية أن تكتب في الجرائد بإمضائها الصريح ، فإنها إن كانت لا تملك الشجاعة لنشر اسمها في الجرائد فكيف تملك الشجاعة لتخرج سافرة بين الرجال .. والحجاب في نظري هو السد الكبير الذي يفصل المرأة عن المجتمع .. ) .
وفي مقالة لغنيمة المرزوق في مجلة الإيمان ( عدد1 1953م ) تقول : ( إنني لا أعيب هذه التقاليد بما تنطوي عليه من قساوة هي أقرب للعبودية والاستعباد ، ولكن أظن أن لكل زمان تطوراته ولكل عهد تقاليده وأفكاره .. إن كل ما أطلبه هنا هو منح المرأة حقها من الحرية الوافرة حتى يتسنى لها خدمة مجتمعها على الوجه الصحيح ونكون بذلك قد أدينا ما علينا لخدمة المجتمع بشتى الطرق .. ) .
وتقول سعاد الحمد في مجلة الشعب ( عدد56 1958م ) .. ( إن الفتاة الكويتية قد فقدت الأمل في إقناع ذويها بفوائد السفور ومضار الحجاب وكذلك فهي حتماً ستثور على هذه التقاليد الرجعية ، وستكون ثورتها قريبة الحدوث ) .
وفي سنة 1955م تم حرق الحجاب ، فعلق كاتب في مجلة الرائد بقوله : ( إن حرق الحجاب ليس وسيلة صحيحة تبدأ منها المرأة تحررها … وإنني متفق مع فتياتنا العزيزات في أن الحجاب قيد غليظ وأنه عائق ثقيل وكريه ، وكان من التقاليد البالية وانتشر وسط عقلية اجتماعية طوقتها الأجيال الغابرة بسور من المعتقدات الرجعية لا يمكن قفزه ، وليس في قدرتنا أن نهدمه بجرة قلم .. فتياتنا .. اصعدن السلم من أول درجاته ما دامت الطفرة مستحيلة ) .
وفي عام 1956م تم إحراق البوشيه كذلك في ثانوية البنات وقامت قيامة وزارة المعارف على ذلك ، وجاء الشيخ عبدالله الصباح – وزير المعارف – وقال للطالبة ( هذا شيء كثير ) . فردت عليه ابنته مي وقالت :      ( علم وحجاب لا ينسجمان .. لقد قررت جميع الطالبات أن يخلعن البوشيه إلى الأبد ولقد جاء دور المرأة الكويتية لتتحرر … ) .
وبعد أخذ وعطاء اقترح عبدالعزيز حسين – مدير عام الوزارة – أن يكون التحرر بالتدريج أى أن يُخلع البوشيه في المدرسة ولا تخرج سافرة في الشارع ، وتظاهرن الطالبات بالقبول ولكن في الحقيقة لم ينفذ وطلقن البوشيه إلى الأبد ..
وفي عام 1960م – نوفمبر – خرجت مظاهرة نسائية صاخبة ضد فرنسا لاحتلالها الجزائر ، وهي أول مرة يخرجن فيها النساء سافرات .
تأسست أول جمعية نسائية في الكويت عام 1963م ، وكان ممن ساهم في الدعوة إلى سفور المرأة عبدالله جابر الصباح ، ففي حديث لوزير الشؤون الاجتماعية يقول فيه : ( ولن أنسى في هذا المجال أن أذكر بالخير الشيخ عبدالله الجابر فقد كان له دور لا يستطيع أن يُنكره أحد في تحرير المرأة الكويتية ، لقد كان الرجل هو قاسم أمين الكويت … ) العربي 194 – 1394هـ .
خطوة إلى الأمام ..
قام أول اتحاد نسائي في الكويت في 16 نوفمبر 1974م وتقول رئيسة الاتحاد نورية السواني ( وإن هذا الاتحاد الجديد هو خطوة أولى في سبيل إقامة اتحاد يضم كل نساء الخليج العربي ، وقد قمت بالفعل في صيف عام 1971م بجولة في بلدان الخليج من أجل تحقيق هذا الهدف الذي نسعى بجد لتحقيقه ) .
اتهام :
عند سؤال رئيسة الجمعية الثقافية في الكويت لولوه القطامي عن الاتهام الموجه إلى الجمعيات النسائية في الكويت وأن أعمالها بعيدة عن النشاطات النسوية المعتادة ، أجابت : ( لقد تكرر سماعنا لمثل هذا الاتهام في جميع الدول العربية .. إن الذين يوجهون إلينا مثل هذا الاتهام ينسون الماضي القريب ، عندما كانت المرأة العربية مكبلة بأغلال العزلة والجهل .. ملقاه في قفص الحريم ( لا ترى أحداً ولا يراها أحد .. ) .
ثم تواصل وتقول : ( لهذا اتجهنا إلى انطلاقة أوسع ، انطلاقة تمتد إلى ما وراء حدودنا .. إن الخبرة التي اكتسبناها في مجال إقامة الأسواق لن نبخل بها على أختنا العربية ، وقد بدأنا في التعاون مع شقيقاتنا في إمارات الخليج العربي .. ) مجلة العربي عدد 123 – 1388هـ .
وفي سؤال لها عن : ( ما هي أهم معركة تخوضها المرأة الكويتية حالياً ؟ ) . أجابت : ( الواقع أن الفتاة الكويتية الجامعية يشغل تفكيرها اليوم مشكلة جديدة علينا ، هي مشكلة الاختلاط فأصبح عندنا خمس كليات للبنين وخمس كليات للبنات ، وفي هذا مضار كثيرة .. فمن الناحية المادية تكون المصاريف مضاعفة .. ولكن الأهم هو أن الاختلاط أصبح من الضروريات ، لأنه من السخف أن نمنع الاختلاط في الجامعة ونسمح به في جميع المجالات الخارجية فالفتاة الجامعية ستعمل في وسط الرجال في مكاتب الحكومة والشركات بعد تخرجها ، لهذا يجب أن نُعدها لتواجه العملية – ثم تواصل – وتقول : إن شريعتنا الإسلامية السمحة هي شريعة يسر لا عسر فقد سمحت للمرأة بأن تقف بجانب الرجل في ساحة الوغى ودور العبادة ، ودور العلم ، فكيف نمنعها من حق أحله الله لها – ثم تواصل – وتقول : من المؤسف أننا مازلنا نخوض معارك جانبية من سفور وحجاب وتعليم واختلاط … ) العربي عدد 123 – 1388هـ .
وقفة ..
تذكر الطبيبة ( البانور كالفرلي ) في مذكراتها عن فترة عملها في الكويت أنها اتفقت مع ( عمشة ) على إجراء عملية لها ، غير أن ( عمشة ) بدا عليها مسحة من القلق والخوف وشكوك لا من العملية نفسها إنما من المخدر الذي سيجعلها في حالة غيبوبة ، ومن ثم أصبح كل ما يشغل تفكيرها هو كيفية التأكد من أنها في حالة غيبوبتها تلك لن يدخل إلى المكان رجل غريب يتطلع إليها ، لذا لم تجد الطبيبة من سيبل إلى إدخال الطمأنينة إليها سوى إحضار زوجها ليتولى حراستها خلال الغيبوبة .
يتبع..